من طرف لم يكن عبد الرحمان منيف مخطئ عندما صور الوطن العربي كسجن كبير ... وطن تفر منه يوميا جحافل كما أسراب الطيور المهاجرة بحثا عن لقمة عيش تضمن رمقا جديدا في حياة الشقاء ... مسعود إنسان عذبته الكُرب فإختار الرحيل نحو بلاد الغرباء ... أزيد من ثلاث عقود قضاها في موطنه يتوجع و يطارد الأمل الزئبقي يحلم بأن تشفع له شهادته الجامعية و حينما بَرم قرر ترك أبنائه الثلاث و زوجته وديعة لدى الوطن الأم الفاقد للحنان ... مسعود ورع يعرف حقوقه و واجباته تجاه الخالق و تجاه الوطن لكنه يحتاج للشجاعة قصد المواجهة دفاعا عن حقوقه ... يدرك تماما أن الأمر صعب فقرر البحث عن حقوقه بعيدا ... وصل مسعود و أمله الغاية تلك التي من أجلها ترك البلاد و العباد هو الأمل في العودة بزاد يكفيه لسنون قادمة ... مشاق و تعب و هواجس تلك التي عذبت مسعود ، جال و صال دون نتيجة قبل أن يبزغ الأمل عندما دلوه على صاحب مزرعة يحتاج لعامل ... فرانكو إنسان هادئ في عقده الخامس يعيش وسط و من المزرعة ، يبدو سعيدا رفقة أبنائه الأربعة و زوجته ... يؤمن فقط بأن وجوده في الحياة بفعل فاعل و لا شأن له بالديانات ، يكره التدخين و الخمر ... إستقبل مسعود بلباقة تواصلا معا بالفرنسية و و كلاهما تعلو محياهما علامات الإرتياح قبل أن يدعو فرانكو مسعود للجلوس في مقهى ... تبادلا أطراف الحديث أخبره أن أجرة اليوم محددة في ثمانين أورو بعد أن أطلعه على طبيعة العمل في المزرعة ... شعر مسعود بقشعريرة تتجول بفرح في جميع أطراف جسده ، لم يكن يحلم أن يحصل على أجرة بمثل هذا المبلغ ... واصلا الحديث و عرجا فجأة على الديانة فأخد مسعود يشرح له أركان الإسلام موضحا الحلال و الحرام و فرانكو ينصت بإهتمام بالغ قبل أن يختم مسعود شرحه :
نحن عباد الله سبحانه و تعالى وديعة و أمانة له نعيش لنأتمر بأوامره و و نتجنب نواهيه و أهم شرط في ذلك هو الإيمان و الإيمان ثم الإيمان .
و بعدها عادا من جديد للحديث عن العمل و التعاقد ... فجأة طلب فرانكو كأسي خمر ، فإرتسمت ملايين علامات الإستفهام في محيا مسعود ، طلب فرانكو من مسعود شرب نخب التعاقد بلطف ، على الفور رفض مسعود بلباقة قبل أن يلح عليه فرانكو بشكل متواصل إرتفعت نبراته صوته و و إرتفعت درجات وجل مسعود من أن يؤدي الرفض إلى فقدان العمل ، تردد كثيرا قبل أن يقرر تناول الجام و شربه قسرا .
حملق فرانكو كثيرا في وجه مسعود قبل أن يباغثه :
آسف لست أهلا للعمل في مزرعتي .
صعق مسعود ، لم يفهم ما يجري فنطق متلعثما :
لماذا ؟؟
على الفور أجابه فرانكو
لقد حدثتني عن دينك و عن الإيمان كشرط لعبادة الخالق و قلت أن الخمر حرام ، لكنك شربته عاصيا أوامر خالقك من أجل حفنة أورو ...و أكيد أن عملك في المزرعة لن يحصل عن قدر محترم من إيمانك و قد تخونني من أجل حفنة أخرى من الأورو.
تمنى مسعود لو شقت الأرض و إبتلعته حتى يخفي ملامح وجهه عن صاحب الصدمة الهوجاء ... خرج مسرعا يجتر الألم و عاد أدراجه إلى الوطن الأم يبحث عن أسطورة جديدة تجعله يعيش على لإيقاع أمل آخر قد يأتي يوما أو قد يقتل إلى الأبد ... مسعود صنع منه فرانكو رجلا مؤمنا حقا بحقه في الوجود ... مسعود صنع منه فرانكو رجلا شجاعا إختار المواجهة من أجل إكتساب حقوقه و فعلا حدث بعد أن حصل على وظيفة أهلته للعيش بكرامة رفقة أسرته و وسط موطنه ... مسعود يحلم اليوم بأن يعود إلى بلاد الغرباء فقط من أجل لقاء فرانكو الرجل الذي صنع مسعود الثائر .
نحن عباد الله سبحانه و تعالى وديعة و أمانة له نعيش لنأتمر بأوامره و و نتجنب نواهيه و أهم شرط في ذلك هو الإيمان و الإيمان ثم الإيمان .
و بعدها عادا من جديد للحديث عن العمل و التعاقد ... فجأة طلب فرانكو كأسي خمر ، فإرتسمت ملايين علامات الإستفهام في محيا مسعود ، طلب فرانكو من مسعود شرب نخب التعاقد بلطف ، على الفور رفض مسعود بلباقة قبل أن يلح عليه فرانكو بشكل متواصل إرتفعت نبراته صوته و و إرتفعت درجات وجل مسعود من أن يؤدي الرفض إلى فقدان العمل ، تردد كثيرا قبل أن يقرر تناول الجام و شربه قسرا .
حملق فرانكو كثيرا في وجه مسعود قبل أن يباغثه :
آسف لست أهلا للعمل في مزرعتي .
صعق مسعود ، لم يفهم ما يجري فنطق متلعثما :
لماذا ؟؟
على الفور أجابه فرانكو
لقد حدثتني عن دينك و عن الإيمان كشرط لعبادة الخالق و قلت أن الخمر حرام ، لكنك شربته عاصيا أوامر خالقك من أجل حفنة أورو ...و أكيد أن عملك في المزرعة لن يحصل عن قدر محترم من إيمانك و قد تخونني من أجل حفنة أخرى من الأورو.
تمنى مسعود لو شقت الأرض و إبتلعته حتى يخفي ملامح وجهه عن صاحب الصدمة الهوجاء ... خرج مسرعا يجتر الألم و عاد أدراجه إلى الوطن الأم يبحث عن أسطورة جديدة تجعله يعيش على لإيقاع أمل آخر قد يأتي يوما أو قد يقتل إلى الأبد ... مسعود صنع منه فرانكو رجلا مؤمنا حقا بحقه في الوجود ... مسعود صنع منه فرانكو رجلا شجاعا إختار المواجهة من أجل إكتساب حقوقه و فعلا حدث بعد أن حصل على وظيفة أهلته للعيش بكرامة رفقة أسرته و وسط موطنه ... مسعود يحلم اليوم بأن يعود إلى بلاد الغرباء فقط من أجل لقاء فرانكو الرجل الذي صنع مسعود الثائر .
