بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا محمد و آله وصحبه اجمعين
ليس المقصود بالإيمان بالله تعالى الاعتراف بوجود الخالق ذلك الاعتراف القولي الذي يدور على ألسنة العامة من الناس ، لأن مجرّد الاعتراف بوجود خالق لا يُسمى إيماناً وهو لا يغرس في قلب صاحبه مكرمة أو يُكسبه فضيلة أو ينتزع من نفسه خبثاً كما لا يُدخله في الآخرة جنة أو يقيه ناراً. وقد ضرب لنا تعالى على ذلك إبليس مثلاً وذكر لنا في القرآن الكريم اعترافات إبليس بوجود خالقه و إقراره له بالربوبية و العزة فقال تعالى : (قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعَالِينَ ﴿٧٥﴾ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ ﴿٧٦﴾ قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ ﴿٧٧﴾ وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَى يَوْمِ الدِّينِ ﴿٧٨﴾ قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴿٧٩﴾ قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ ﴿٨٠﴾ إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ ﴿٨١﴾ قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ ﴿٨٢﴾ إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ) سورة ص75-83
ففي الآية الأولى اعتراف منه لخالقه وفيما يليها إقرار بربوبيته ثم أقسم بعزّة الله ومع ذلك كله وصف تعالى إبليس بأنه من الكافرين وأنّ عليه اللعنة إلى يوم الدين.
الإيمان الصحيح لا يأتينا عن غيرنا، بل إنما ينبعث في قرارة نفوسنا ويتولَّد في قلوبنا، الإيمان الصحيح:علمٌ نفسي وشهود يقيني تشهده النفس ذاتها وتعقله في سرِّها فإذا هو حقيقة مستقرة فيها تخالطها وتمازجها ولا تنفك عنها، الإيمان شيءٌ معنوي يسري في النفس سريان الكهرباء في الأسلاك والماء في الأغصان والحياة في الأجساد يشرق في النفس فيُشع فيها النور والعلم والحياة تدلل عليه الصفات الحسنة والمعاملة الطيبة والأخلاق الكريمة والأعمال الصالحة ويشعر به المرء في صميمه فيطمئن به قلبه وترتاح إليه نفسه وتنقشع أمامه الشكوك والشبه، وتنمحي به الظلمات.
أما الذين في قلوبهم ريب وفي أعمالهم إساءة وفي نواياهم سوء وخبث وفي معاملتهم تلاعب وانحراف فما هم من الإيمان في شيء ولو زعموا أنهم مؤمنون قال تعالى:
{وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ * يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ} سورة البقرة :الآية (8-10). ولقد قال تعالى في وصف وذكر المؤمنين الصادقين في قولهم: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آَيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ﴿٢﴾ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ﴿٣﴾ أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ)سورة الأنفال( 2-4)
وإليكم كلمة موجزة ومختصرة عن الإيمان.
ليس المقصود بالإيمان بالله تعالى الاعتراف بوجود الخالق ذلك الاعتراف القولي الذي يدور على ألسنة العامة من الناس ، لأن مجرّد الاعتراف بوجود خالق لا يُسمى إيماناً وهو لا يغرس في قلب صاحبه مكرمة أو يُكسبه فضيلة أو ينتزع من نفسه خبثاً كما لا يُدخله في الآخرة جنة أو يقيه ناراً. وقد ضرب لنا تعالى على ذلك إبليس مثلاً وذكر لنا في القرآن الكريم اعترافات إبليس بوجود خالقه و إقراره له بالربوبية و العزة فقال تعالى : (قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعَالِينَ ﴿٧٥﴾ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ ﴿٧٦﴾ قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ ﴿٧٧﴾ وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَى يَوْمِ الدِّينِ ﴿٧٨﴾ قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴿٧٩﴾ قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ ﴿٨٠﴾ إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ ﴿٨١﴾ قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ ﴿٨٢﴾ إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ) سورة ص75-83
ففي الآية الأولى اعتراف منه لخالقه وفيما يليها إقرار بربوبيته ثم أقسم بعزّة الله ومع ذلك كله وصف تعالى إبليس بأنه من الكافرين وأنّ عليه اللعنة إلى يوم الدين.
الإيمان الصحيح لا يأتينا عن غيرنا، بل إنما ينبعث في قرارة نفوسنا ويتولَّد في قلوبنا، الإيمان الصحيح:علمٌ نفسي وشهود يقيني تشهده النفس ذاتها وتعقله في سرِّها فإذا هو حقيقة مستقرة فيها تخالطها وتمازجها ولا تنفك عنها، الإيمان شيءٌ معنوي يسري في النفس سريان الكهرباء في الأسلاك والماء في الأغصان والحياة في الأجساد يشرق في النفس فيُشع فيها النور والعلم والحياة تدلل عليه الصفات الحسنة والمعاملة الطيبة والأخلاق الكريمة والأعمال الصالحة ويشعر به المرء في صميمه فيطمئن به قلبه وترتاح إليه نفسه وتنقشع أمامه الشكوك والشبه، وتنمحي به الظلمات.
أما الذين في قلوبهم ريب وفي أعمالهم إساءة وفي نواياهم سوء وخبث وفي معاملتهم تلاعب وانحراف فما هم من الإيمان في شيء ولو زعموا أنهم مؤمنون قال تعالى:
{وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ * يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ} سورة البقرة :الآية (8-10). ولقد قال تعالى في وصف وذكر المؤمنين الصادقين في قولهم: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آَيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ﴿٢﴾ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ﴿٣﴾ أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ)سورة الأنفال( 2-4)
وإليكم كلمة موجزة ومختصرة عن الإيمان.